ما لها من فَوَاقٍ} أي : مِن توقُّف مقدار فواق، هو ما بين حلبتي الحالب، أي : إذا جاء وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان. وعن ابن عباس : ما لها من رجوع وترداد، من أفاق المريض ؛ إذا رجع إلى الصحّة، وفواق الناقة : ساعة يرجع الدرّ إلى ضرعها. يريد : أنها نفخة واحدة، لا تثنى، ولا تردد. والفواق بمعنى التأخر، فيه لغتان : الفتح والضم، وأما ما بين حلبتي الناقة، فبالضم فقط.
الإشارة : ما جرى على مكذبي الرسل يجري في مكذِّبي الأولياء، إلاَّ أن عذابهم البُعد والطرد، وحرمان معرفة العيان. وبالله التوفيق.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٠٥
٢٠٦
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وقالوا﴾ أي : كفار مكة لَمَّا سمعوا بتأخير عقابهم إلى الآخرة :﴿ربنا عَجِّل لنا قِطَّنَا﴾ أي : حظّنا من العذاب الذي وعدتنا به، ﴿قبل يوم الحساب﴾ ولا تؤخره إلى الصيحة المذكورة. وفي القاموس : القِط ـ بالكسر ـ النصيب، والصَّك، وكتاب المحاسبة. هـ. أو : عَجِّل لنا صحيفة أعمالنا لننظر فيها، أو : حظنا من الجنة ؛ لأنه ﷺ ذكر وعد الله المؤمنين بالجنة، فقالوا على سبيل الهزء : عَجِّل لنا نصيبنا منها. وتصدير دعائهم بالنداء للإمعان في الاستهزاء، كأنهم يدعون ذلك بكمال الرغبة.