وهذا الموضع فيه سجدة عند مالك، خلافاً للشافعي، إلا أنه اختلف في مذهب مالك ؛ هل سجد عند قوله :﴿وأناب﴾ أو عند قوله :﴿وحُسنَ مآبٍ﴾. وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري : أنه رأى في المنام شجرة تقرأ سورة " ص "، فلما بلغت :" وأناب " سَجَدَت، وقالت : اللهم اكتب لي بها أجراً، وحطّ عني بها وزراف، وارزقني بها شكراً،
٢١١
وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود، فقال له ـ عليه الصلاة والسلام ـ :" وسجدتً أنت يا أبا سعيد ؟ " قلت : لا. قال :" كنتَ أحق بالسجود من الشجرة "، ثم تلى نبي الله الآيات، حتى بلغ :﴿وأناب﴾ فسجد، وقال كما قالت الشجرة.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٠٩
فغفرنا له ذلك﴾ أي : ما استغفر منه. قال القشيري : ولمّا أوحى الله بالمغفرة، قال : يا رب كيف بحديث الخصم ؟ ـ أي : الرجل الذي ظلمته ـ فقال : قد استوهبتك منه. هـ. وفي رواية : إني أعطيه يوم القيامة ما لم ترَ عيناه، فأستوهِبك منه فيهبك لي، قال : يا رب الآن قد عرفتُ أنك غفرت لي. هـ. قال تعالى :﴿وإِن له عندنا لزُلْفَى﴾ ؛ لقُربى وكرامة بعد المغفرة، ﴿وحُسْنَ مَآبٍ﴾ ؛ مرجع في الجنة.