قال شيخُ شيوخنا الفاسي في حاشيته، وليس هذه كقصة أيوب، فيما يذكر أنه تسلّط الشيطان على إتلاف ماله وولده، وضرره في جسده ؛ لأن ذلك إنما فيه تسلُّط على محض ضرر دنيوي لا ديني. وقد قال عليه الصلاة والسلام :" تفلت عليّ البارحة عفريتٌ... " الحديث. وكذا سُحر، وسُمّ، وشُجّ. والتسلُّط المذكور في حق سليمان، فيه تلبيس في الدين فلا يصح، إلا أن يقال : إنه لم يقر، بل رُفع اللبس بعد ذلك، كما في آية :﴿فَيَنسَخُ اللهُ مَا يُلْقِى الشَّيْطَانُ﴾ [الحج : ٥٢]، والله أعلم هـ.
﴿قال ربِّ اغفر لي﴾، هو بدل من " أناب "، أي : اغفر لي ما صدر عني من الزلة، ﴿وهب لي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي﴾، ليكون معجزةً لي، مناسبة لحالي، فإنه عليه السلام لمَّا نشأ في بيت الملك والنبوة، وورثهما معاً، استدعى من ربه معجزة جامعة لحكمهما. أو : لا ينبغي لأحد يسلبه مني بعد هذه السلبة، أو : لا يصح لأحد من بعدي ؛ لعظمته وشدته.
٢٢٠


الصفحة التالية
Icon