فأَخْطَا الجَوابَ لَدَى المِفْصَلِ
﴿و﴾ سخرنا له ﴿الشياطينَ كلَّ بناءٍ وغَوَّاصٍ﴾ : بدل من " الشياطين ". فكانوا يبنون له ما يشاء، ويغوصون له في البحر ؛ لاستخراج الآلىء، وهو أول مَن استخرج اللؤلؤ من البحر، وسخّرنا له كلَّ بنّاء وغوّاص من الشياطين، ﴿وآخرين مقرَّنِينَ في الأصفاد﴾ ؛ فكان يقرن مردة الشياطين، بعضهم مع بعض، في القيود والسلاسل، للتأديب والكف عن العباد.
والصفد : القيد، وقد يسمى العطاء بالصفد ؛ لأنه ارتباط للمنعَّم عليه في يد المنعِم. ومنه قول عليّ رضي الله عنه :(مَن برَّك فقد أسرك، ومَن جفاك فقد أطلقك)، ومن هذا كانت الصوفية يهربون من خير الناس، أكثر مما يهربون من شرهم. قال الشيخ عبد السلام بن مشيش لأبي الحسن الشاذلي رضي الله عنهما : يا أبا الحسن اهرب من خير الناس، أكثر ما تهرب من شرهم، فإنَّ خيرهم يُصيبك في قلبك، وشرهم يُصيبك في بدنك، ولئن تُصاب في بدنك خير من أن تصاب في قلبك، ولعدو تصل به إلى ربك
٢٢١
خير من حبيب يقطعك عن ربك. هـ.


الصفحة التالية
Icon