عليه السلام بعد انتهاء مدة مرضة، فقال له : اركض، أي : اضرب برجلك الأرض، وهي أرض موضع بالجابية، فضربها، فنبعت عين، فقيل :﴿هذا مُغتَسَل باردٌ وشَرابٌ﴾ أي : هذا ما تغتسل منه، وتشرب منه، فيبرأ ظاهرك وباطنك، وقيل : نبعت له عينان ؛ حارة للاغتسال، وباردة للشرب، فاغتسل من إحداهما، فبرىء ما في ظاهره، وشرب من الأخرى، فبرىء ما في باطنه، بإذن الله تعالى. ومدة مرضه قيل : ثمان عشرة سنة، وقيل : أربعين، وقيل : سبع سنين، وسبعة أشهر، وسبعة أيام، وسبع ساعات.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٢٣
ووهبنا له أهلَه ومثلَهم معهم﴾، قيل : أحياهم الله بأعيانهم، وزاد مثلهم، وقيل : جمعهم بعد تفرُّقهم، وقيل : أعطاه أمثالهم وزاده ضِعفهم. قال القشيري : وكان له سبع بنات. وثلاثة بنين، في مكتب واحد، فحرّك الشيطانُ الأسطوانةَ، فانهدم البيت عليهم. هـ. ولم يذكر كم كان له من الزوجات، فقد سلمت منهن " رحمة "، وهلك الباقي. أعطيناه ذلك ﴿رحمةً منا﴾ أي : رحمة عظيمة علية من قِبلنا. ﴿وذِكْرى لأُولي الألبابِ﴾ أي : ولنذكرهم بذلك ليصبروا على الشدائد، ويلتجئوا إلى الله فيما ينزل بهم ؛ لأنهم إذا سمعوا بما أنعمنا به عليه، لِصبره، رغَّبهم في الصبر على البلاء.