ومَن قرأ بالإضافة، فمن إضافة الشيء إلى ما بيَّنَهُ ؛ لأن الخالصة تكون ذكرى وغير ذكرى، و " ذكرى " : مصدر مضاف إلى المفعول، أي : بإخلاصهم ذكرى الدار. وقيل : خالصة بمعنى خلوص، وهي مضافة إلى الفاعل، أي : بأن خلصت لهم ذكرى الدار، على أنهم لا يشوبون ذكرى الدار بشيء آخر، إنما همّهم ذكرى الدار الآخرة لجوار الحبيب.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٢٥
وإِنهم عندنا لمن المصْطَفَيْنَ﴾ المختارين من بين أبناء جنسهم ﴿الأخْيارِ﴾ : جمع خيّر، أو : خيْر، على التخفيف، كأموات جمع ميّت، أو : ميْت.
الإشارة : أولياء هذه الأمة ـ أي : العارفون بالله ـ يزاحمون الأنبياء والرسل في جلّ
٢٢٥
المراتب، قال ﷺ :" علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " أي : العلماء بالله ؛ فإنهم لم يقفوا مع دنيا ولا مع آخرة، بل حطُّوا هممهم على الله، ولم يقصدوا شيئاً سواه، خلعوا النعلين عن الكونين، وركضوا إلى المكوِّن، وكانت لهم اليد الطولى في عمل الطاعات عبوديةً، والبصيرة النافذة في مشاهدة الربوبية، هذه طريقهم، وهذا مذهبهم، ومَن حاد منهم عن هذا لم يعدّوه منهم. جعلنا الله ممن خرط في سلكهم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٢٥