هذا فوج مُّقْتَحِمٌ معكم}، حكاية لِمَا يقوله الخزنة للطاغين إذا دخلوا النار، واقتحمها معهم فوج كانوا يتبعونهم في الكفر والضلالة. والاقتحام : الدخول في الشيء بشدة، أو : من كلام الطاغين بعضهم من بعض. ﴿لا مرحباً بهم﴾، هو من تمام كلام الخزنة، على الأول، أو : من كلام الطاغين، دعاء منهم على أتباعهم. يُقال لمَن يدعو له أو يفرح به. مرحباً، أي : وجدت مكاناً رَحْباً، لا ضيقاً، ثم تدخل عليه النفي في دعاء السوء، فتقول : لا مرحباً. و " بهم " : بيان للمدعو عليهم، ﴿إِنهم صالُوا النارِ﴾ أي : داخلوها. وهو تعليل لاستحقاقهم الدعاء عليهم. وقيل :﴿هذا فوج...﴾ إلخ، من كلام الخزنة لرؤساء الكفرة. و ﴿لا مرحباً بهم...﴾ الخ، من كلام الرؤساء.
﴿قالوا﴾ أي : الأتباع، ﴿بل أنتم لا مرحباً بكم﴾ أي : الدعاء الذي دعوتم به علينا
٢٢٨
أنتم أحقّ به، وعلّلوا ذلك بقوله :﴿أنتم قدمتموه لنا﴾ أي : إنكم دعوتمونا للكفر، فتبعناكم، فقدمتمونا به للعذاب، ﴿فبئس القرارُ﴾ أي : بئس المقر جهنم، قصدوا بذمها تغليظ جناية الرؤساء عليهم. ﴿قالوا﴾ أي : الأتباع، معرَّضين عن خصومتهم، متوجهين إلى الله :﴿ربَّنا مَن قدَّم لنا هذا فزِدْهُ عذاباً ضعفاً﴾ أي : مضاعفاً. ﴿في النار﴾ أو : ذا ضعف، ومثله قوله :﴿رَبَّنَا هَؤُلآَءِ أَضَلُّونَا فَئَاتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً﴾ [الأعراف : ٣٨]، وهو أن يزيد على عذابه مثله.