﴿ولتعلمُنَّ نبأَهُ﴾ ؛ نبأ القرآن، وصحة خبره، وما فيه من الوعد والوعيد، وذكر البعث والنشور، ﴿بعد حين﴾ ؛ بعد الموت، أو : يوم بدر، أو القيامة، أو : بعد ظهور الإسلام وفشوه. وفيه من التهديد ما لا يخفى. ختم السورة بالذكر كما افتتحها بالذكر.
الإشارة : تقدّم مراراً التحذير من طلب الأجر على التعليم، أو الوعظ والتذكير، اقتداء بالرسل عليهم السلام. وفي الآية أيضاً : النهي عن التكلُّف والتصنُّع، وهو نوع من النفاق، وضرب من الرياء. وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه نادى منادي النبي ﷺ :" اللهم اغفر للذين لا يدعون، ولا يتكلفون، ألا إني بريء من التكلُّف، وصالحوا أمتي " وقال سلمان :" أمرنا رسول الله ﷺ ألاَّ نتكلف للضيف ما ليس عندنا! ". وكان الصحابة رضي الله عنهم يُقَدِّمون ما حضر من الكسر اليابسة، والحشف البالي ـ أي : الرديء من التمر ـ ويقولون : لا ندري أيهما أعظم وزراً، الذي يحتقر ما قدم إليه، أو : الذي يحتقر ما عنده فلا يقدمه. هـ. وبالله التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
٢٣٥
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٣٤