﴿يخلقُكم في بطونِ أمهاتِكم﴾ : استئناف ؛ لبيان كيفية خلقهم، وأطوارهم المختلفة، الدالة على القدرة القاهرة. وصيغة المضارع للدلالة على التجرُّد. ﴿خلقاً من بعد خلق﴾ : مصدر مؤكد، أي : يخلقكم فيها خلقاً كائناً من بعد خلق، أي : خلقاً مُدرَّجاً، حيواناً سويّاً، من بعد عظام مكسوة لحماً، من بعد عظام عارية، من بعد مضغة مخلَّقة، من بعد مضغة غير مخلَّقة، من بعد علقة، من بعد نطفة، ﴿في ظلمات ثلاث﴾ : ظلم البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، أو : ظلمة الصلب، والبطن، والرحم. ﴿ذلكم﴾ : إشارة إلى الحق تعالى، باعتبار أفعاله المذكورة، وهو مبتدأ، وما فيه من معنى البُعد ؛ للإيذان ببُعد منزلته في العظمة والكبرياء، أي : ذلكم العظيم الشأن، الذي عددت أفعاله هو ﴿اللهُ ربكُم﴾ أي : مربيكم بنعمة الإيجاد على الأطوار المتقدمة، وبنعمة الإمداد بعد نفخ الروح فيه. ﴿له الملكُ﴾ : التصرف التام على الإطلاق في الدارين. ﴿لا إله إِلا هو﴾ : لا متصرف غيره. ﴿فأنى تُصْرَفُون﴾ : فكيف تصرفون عن عادته تعالى، مع وفور دواعيها، وانتفاء الصارف عنها بالكلية، إلى عبادة غيره، من غير داع إليها، مع كثرة الصوارف عنها ؟ والله تعالى أعلم.
٢٤١