﴿ولا تزر وازرةٌ وِزْرَ أُخرى﴾ : بيان لعدم سريان كفر الكافر إلى غيره، أي : ولا تحمل نفس حاملة لوزرها حمل نفس أخرى، ﴿ثم إِلى ربكم مرجِعُكُم﴾ بالبعث بعد الموت، ﴿فَيُنَبِّئُكُم﴾ ؛ يُخبركم ﴿بما كنتم تعملون﴾ في الدنيا من الإيمان والكفر، فيجازيكم بها ثواباً وعقاباً. ﴿إِنه عليم بذاتِ الصدور﴾ : أي بمضمرات القلوب، فكيف بالأعمال الظاهرة، وهو تعليل لـ " ينبئكم ".
الإشارة : قد تقدّم الكلام على الشكر في سورة سبأ قال القشيري : قوله تعالى :
٢٤٢
﴿وإِن تشكروا يرضه لكم﴾ إن أطعتني شكرتُك، وإن ذكرتني ذكرتُك، وإن خطوت لأجلي خطوةً ملأتُ السموات والأرض من شكرك، وأنشدوا :
لم عَلِمْنا أن الزيارةَ حقٌ
لَفَرَشْنَا الخدودَ أرضاً لِتَرْضَى
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٤٢
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وإِذا مَسَّ الإِنسانَ﴾ أي : جنس الإنسان ﴿ضُرٌّ﴾ من مرض وغيره ﴿دَعَا رَبَّه مُنِيباً﴾ إليه ؛ راجعاً إليه مما كان يدعوه في حالة الرخاء ؛ لعِلمه بأنه بمعزل عن القدرة على كشف ضره، وهذا وصف للجنس ببعض أفراده، كقوله تعالى :﴿إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إِبراهيم : ٣٤] وقيل : المراد أبو جهل، أو : كل كافر. ﴿ثم إِذا خَوَّلهُ نعمةً منه﴾ أي : أعطاه نعمة عظيمة من جنابه، من التخوُّل، وهو التعهُّد، يقال : فلان خائل مال، إذا كان متعهّداً إليه حسن القيام به. وفي الصحاح : خَوَّله اللهُ الشيء : ملَّكه إياه. وفي القاموس : وخوَّله اللهُ المالَ : أعطاه إياه.