الإشارة : الشفاعة إنما تكون لأهل الجاه عند الله، والجاه يعظم بحسب التوجه، والتوجه يعظم على قدر المحبة، والمحبة على حسب العناية السابقة، ﴿يُحبهم ويُحبونه﴾ فبقدر أنوار التوجه تعظم أنوار المواجهة، وبقدر أنوار المواجهة تتسع المعرفة، وبحسب المعرفة يكون الجاه، وبقدر الجاه تتسع الشفاعة، حتى إن الواحد من الأولياء يشفع في وجود بأسره من أهل زمانه، إما عند موته، أو عند الحساب. والله تعالى أعلم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٦٦
قلت :" وحده " : منصوب عند سيبويه، على المصدر، وعند الفراء : على الحال، والظاهر : أنه أطلق المصدر على اسمه.
٢٦٧
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ﴾ أي : إذا أُفرد الله بالذكر، ولم تُذكر معه آلهتهم، فمدار المعنى على قوله :﴿وحده﴾، ﴿اشْمَأَزَّتْ قلوبُ الذين لا يؤمنون بالآخرة﴾ أي : انقبضت ونفرت، كقوله :﴿... وإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى الْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً﴾ [الإسراء : ٤٦]، ﴿وإِذا ذُكر الذين مِن دونه﴾ يعني : آلهتهم، ذُكر اللهُ معهم، أو لم يُذكر، ﴿إِذا هم يستبشرون﴾ ؛ لفرط افتتانهم بها، ونسيانهم ذكر الله، أو : وإذا قيل لهم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نفروا ؛ لأن فيه نفياً لآلهتهم.


الصفحة التالية
Icon