يقول الحق جلّ جلاله :﴿أَوَلَمْ يعلموا﴾ أي : أقالوا ذلك ولم يعلموا، أو أَغفلوا ولم يعلموا ﴿أَنَّ الله يبسُطُ الرِّزقَ﴾ أي : يوسعه ﴿لمَن يشاءُ ويقدرُ﴾ أي : يضيق لمَن يشاء بلا سبب ولا علة، أو : يجعله على قدر القوت من غير زيادة ولا نقصان، وهو من إتمام النعمة. وفي الحِكَم :" من تمام النعمة عليك أن يعطيك ما يكفيك، ويمنعك ما يطغيك " ﴿إِن في ذلك﴾ : البسط والقبض ﴿لآياتٍ﴾ دالة على أن الحوادث كلها من الله بلا واسطة، ﴿لقوم يؤمنون﴾، إذ هم المستدلُّون بها على أن القابض والباسط هو الله، دون غيره.
الإشارة : قد يبسط الله الرزق لمَن لا خلاق له عنده، ويقبضه عن أحب الخلق إليه، وهو الغالب، فرزق المتقين كفاف، ورزق المترفين جزاف.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٧١
يقول الحق جلّ جلاله :﴿قل﴾ يا محمد ﴿يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم﴾ أي : أفرطوا في الجناية عليها، بالإسراف في المعاصي، والغلو فيها، ﴿لا تقنطوا من رحمة الله﴾ : لا تيأسوا من مغفرته أولاً، وتفضُّله بالرحمة ثانياً، ﴿إِن الله يغفرُ الذنوبَ جميعاً﴾، بالعفو عنها، إلا الشرك. وفي قراءة النبي ﷺ :" يغفر الذنوب جميعاً ولا يُبالي " لكنها لم تتواتر عنه.