وعن عثمان : أنه سأل النبي ﷺ عن المقاليد، فقال ﷺ :" هي لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، أستغفر الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يُحيي ويُميت وهو على كل شيء قدير " ومعناه : أن لله هذه الكلمات، يُوحّد بها ويُمجّد، وهي مفاتحُ خير السماوات والأرض، ومَن تكلّم بها أدرك ذلك في الدنيا أو في الآخرة، ومرجعها إلى التحقق بالعبودية في الظاهر، ومعرفة الذات في الباطن، وهما السبب في كل خير، وبهما يدرك العبد التصرُّف في الوجود بأسره، فتأمله.
﴿والذين كفروا بآيات الله﴾ أي : كفروا به بعد كونه خالق كل شيء، ومتصرفاً في ملكه كيف يشاء، بيده مقاليد العالم العلوي والسفلي، فكفروا بعد هذا بآياته التكوينية، المنصوبة في الآفاق وفي الأنفس، والتنزيلية، التي من جملتها هذه الآيات الناطقة بذلك، ﴿أولئك هم الخاسرون﴾ خسراناً لا خسرَ وراءه، وقيل : هو متصل بقوله :﴿ويُنجي الله الذين اتقوا﴾، وما بينهما اعتراض.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٧٨
قُلْ أفغير الله تأمروني أعبدُ أيها الجاهلون﴾ به، وكانوا يقولون له : أسلِم لبعض آلهتنا نؤمن بإلهك ؛ لفرط جهالتهم. ﴿وغير﴾ : منصوب بـ " أعبد "، و ﴿تأمروني﴾ : اعتراض، أي : أتأمروني أعبد غير الله بعد هذا البيان التام ؟ وحذفُ نون الوقاية وإثباتها مدغمة وغير مدغمة، كُلٌّ قُرىء به.