﴿حتى إذا جاؤوها فُتِحَتْ أبوابها﴾ ليدخلوها، وهي سبعة، ﴿وقال لهم خزنتُها﴾ تقريعاً وتوبيخاً :﴿ألم يأتكم رسلٌ منكم﴾ ؛ من جنسكم. وقرىء :" نُذُر منكم "، ﴿يتلون عليكم آياتِ ربكم ويُنذرونكم لقاء يومكم هذا﴾ أي : وقتكم هذا، وهو وقت دخولهم النار. وفيه دليل على أنه لا تكليف قبل الشرع، من حيث إنهم علّلوا توبيخهم بإتيان الرسل وتبليغ الكتب. ﴿قالوا بلى﴾ قد أتونا وأنذرونا، ﴿ولكن حقتْ كلمةُ العذاب على الكافرين﴾ أي : ولكن وجبت علينا كلمة الله :﴿لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ﴾ [هود : ١١٩] بسوء أعمالنا حيث كذَّبنا، وقلنا ما نزّل الله من شيء، إن أنتم إلا تكذبون. ﴿قيل ادخلوا أبوابَ جهنمَ خالدين فيها﴾ أي : مقدرين الخلود، ﴿فبئس مثوى المتكبرين﴾، اللام للجنس، والمخصوص محذوف، أي : بئس مثوى المتكبرين جهنم، وتكبرهم مسبب عن استحقاق كلمة العذاب عليهم. والله تعالى أعلم.
الإشارة : كل مَن تكبَّر عن أولياء زمانه ـ أهل التربية ـ حتى مات محجوباً عن شهود الحق، يلحقه التوبيخ بلسان الحال، فيقال له : ألم يأتكم رسل من أولياء زمانكم، يعرفون بنا في كل زمان ؟ فيقولون : بلى، ولكن حقت علينا كلمة الحجاب، فيخلدون في القطيعة والحجاب، إلا في وقت مخصوص، وبالله التوفيق.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٢٨٣