﴿لا جَرَمَ﴾ ؛ لا شك، أو : حقاً، وقال البصريون :" لا " : نفي رد لِما دعوه إليه، و " جرم " : فعل، بمعنى : حقّ، و " أن " مع " ما " في حيزه ؛ فاعل، أي : حق ووجب ﴿أنّما تدعونني إِليه ليس له دعوةٌ في الدنيا ولا في الآخرة﴾ أي : وجب عدم دعوة آلهتكم إلى عبادتها، والظاهر : أن " جَرَمَ " من الجرم، وأراد به هنا الكذب، أي : لا كذب في أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة... الخ، فقد يضمن الفعل معنى المصدر، وتدخل " لا " النافية للجنس عليه، والمعنى : أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة إلى نفسه قط، ومن حق المعبود
٣١٠
بالحق أن يدعوَ العباد إلى طاعته، وما تدعونني إليه لا يدعو هو إلى عبادته، ولا يدّعي الربوبية، أو : معناه : ليس له استجابة دعوة في الدنيا والآخرة، أو : دعوة مستجابة. جعلت الدعوة التي لا استجابة لها، ولا منفعة، كلا دعوة. ﴿وأنَّ مردَّنا إِلى الله﴾ أي : رجوعنا إليه بالموت، ﴿وأنَّ المسرفين﴾ في الضلال والطغيان، كالإشراك وسفك الدماء، ﴿هم أصحابُ النار﴾ أي : ملازموها.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣١٠
فستذكُرون ما أقولُ لكم﴾
من النصائح عند نزول العذاب، ﴿وأُفوِّضُ﴾ ؛ أُسلّم ﴿أمري إِلى الله﴾، قال لَمّا توعّدوه. ﴿إِنَّ الله بصير بالعبادِ﴾ فيَحْرُسُ مَن يلوذ به من المكاره.


الصفحة التالية
Icon