جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٢٢
ثم قيلَ لهم أين ما كنتم تُشركون من دون الله قالوا ضَلُّوا عنا} أي : غابوا، وهذا قبل أن يُقرن بهم آلهتهم، أو : ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم، ﴿بل لم نكن ندعو من قبلُ شيئاً﴾ أي : تبيّن لنا أنهم لم يكونوا شيئاً. أو : يكون إنكاراً منهم، كقولهم :﴿واللهِ
٣٢٣
رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾
[الأنعام : ٢٣]. وهذا كله مستقبل عبّر عنه بالماضي لتحققه. ﴿كذلك﴾ أي : مثل ذلك الضلال الفظيع ﴿يُضل الله الكافرين﴾ حيث لا يهتدون إلى شيء ينفعهم في الآخرة، أو : كما ضلّ عنهم آلهتهم يُضلهم الله عن آلهتهم، حتى لو تطالبوا لم يتصادفوا.
﴿ذلكم﴾ الإضلال ﴿بما كنتم تفرحون في الأرض﴾ أي : تبطرون وتتكبرون ﴿بغير الحق﴾، بل بالشرك والطغيان، ﴿وبما كنتم تمرحون﴾ ؛ تفخرون وتختالون، أو : تتكبرون وتعجبون. والالتفات إلى الخطاب ؛ للمبالغة في التوبيخ. فيقال لهم :﴿ادْخُلوا أبوابَ جهنَّم﴾ أي : أبوابها السبعة المقسومة عليكم ﴿خالدين فيها﴾ مقدّراً خلودكم فيها، ﴿فبئسَ مثوى المتكبرين﴾ عن الحق، والمخصوص محذوف، أي : جهنّم.


الصفحة التالية
Icon