جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٢٩
قلت :﴿وتجعلون﴾ : عطف على ﴿تكفرون﴾. و ﴿جَعَلَ﴾ : عطف على ﴿خَلَقَ﴾ داخل في حيز الصلة، و ﴿سواء﴾ : مَن نَصَبَه فمصدر أي : استوت سواء. ومَن جَرَّه فصفة لأيام، ومَن رفعه فخبر هي سواء. و ﴿للسائلين﴾ : متعلق بقدّر، أو : بمحذوف، أي : هذا الحصر للسائلين عن مدة خلق الأرض.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿قل أَئِنَّكم لتكفرون بالذي خلقَ الأرضَ في يومين﴾ وهما الأحد والاثنين، تعليماً للتأني، ولو أراد أن يخلقها في لحظة لفعل. ﴿وتجعلون له أنداداً﴾ ؛ شركاء وأشباهاً. والحال أنه لا يمكن أن يكون له ند واحد، فضلاً عن التعدُّد، وكيف يكون الحادث المعدوم ندّاً للقديم ؟ ! ﴿ذلك﴾ الذي خلق ما سبق. وما في الإشارة من معنى البُعد مع قرب العهد بالمشار إليه لبُعد منزلته في العظمة، أي : ذلك العظيم الشأن هو ﴿ربُّ العالمين﴾ أي : خالق جميع الموجودات ومُربِّيها، فكيف يتصور أن يكون أخس الخلق نِدّاً له ؟ !
٣٣١