جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٣٨
الإشارة : أعداء الله هم الجاحدون لوحدانيته ولرسالة رسله، وهم الذين تشهد عليهم جوارحهم، وأما المؤمن فلا، نعم إن مات عاصياً شهدت عليه البقع أو الحفظة، فإن تاب أنسى الله حفظته ومعالمه في الأرض ذنوبه. قال في التذكرة : إن العبد إذا صدق في توبته أنسى اللهُ ذنوبه لحافظيه، وأوحى إلى بقع الأرض وإلى جميع جوارحه : أن اكتموا مساوىء عبدي، ولا تظهروها، فإنه تاب إليَّ توبة صادقة، بنية مخلصة، فقبلته وتبتُ عليه، وأنا التوّاب الرحيم.
وفي الآية حث على حسن الظن بالله، وفي الحديث :" لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله عزّ وجل " وقال أيضاً :" يقول الله عزّ وجل : أنا عندَ ظنِّ عبدي بي... " الحديث فمَن ظنَّ خيراً لقي خيراً، ومَن ظنّ شرّاً لقي شرّاً. وبالله التوفيق.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٣٨
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وقيّضنا﴾ أي : سيَرنا، أو : قدّرنا، ﴿لهم﴾ أي : كفار مكة في الدنيا ﴿قُرَناء﴾ سواء من الجن والإنس، أو : سلطنا عليهم نظراء لهم من الشياطين يستولون عليهم، كقوله :﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾
٣٤٠