بهمْ يُجْذب العُشَّاقُ والرَّبْع شَاسِعُ
> هُمُ النّاسُ فالزَمْ إِنْ عَرفْت جَنَابَهم
ففيهم لِضُرّ العالمين مَنَافِعُ
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٤٠
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وقال الذين كفروا﴾ من رؤساء المشركين لأتباعهم، أو : بعضهم لبعض :﴿لا تسمعوا لهذا القرآنِ﴾ إذا قُرىء، أي : لا تنصتوا له ؛ لأنه يقلب
٣٤١
القلوب، ويسبي العقول، وكل مَن استمع إليه صبا إليه، ﴿والْغَوْا فيه لعلكم تَغْلِبون﴾ أي : عارضوه بكلام غير مفهوم، أو : بالخرافات ؛ من الرّجَز والشعر والتصدية، وارفعوا أصواتكم بها ﴿لعلكم تغلبون﴾ أي : تغلبونه على قراءته، وشوِّشوا عليه فيقع في الغلط، أو : لا يسمعه منه أحد. واللغو : الساقط من الكلام الذي لا طائلَ تحته.
﴿فلنذيقنَّ الذين كفروا﴾ أي فوالله لنذيقن هؤلاء اللاغين والقائلين، أو : جميع الكفار، وهم داخلون فيهم دخولاً أولياً. ﴿عذاباً شديداً﴾ لا يُقادر قدره، ﴿ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون﴾ أي : أعظم عقوبة على أسوأ أعمالهم، وهو الكفر، وقيل : إنه لا يجازيهم بمحاسن أعمالهم، كإغاثة الملهوفين، وصلة الأرحام، وقِرى الضيف ؛ لأنها محبطة بالكفر، وإنما يجازيهم على أسوئها. عن ابن عباس :﴿عذاباً شديداً﴾ : يوم بدر، و ﴿أسوأ الذي كانوا يعملون﴾ : ما يُجزون في الآخرة.