سورة الشورى
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٥٦
يقول الحق جلّ جلاله :﴿حم. عسق﴾ يُشير ـ والله أعلم ـ بكل حرف إلى وصف يدلّ على تعظيم قدر حبيبه ﷺ، فالحاء : أحبَبْنَاك، أو : حبيْناك، أي : أَعطيناك الملك والملكوت، والميم : ملَّكناك، والعين : عَلَّمناك ما لم تكن تعلم، أو : عيّناك للرسالة، والسين : سيّدناك، والقاف : قرّبناك. ﴿كذلك يُوحِي إِليك﴾ أي : كما خصصناك بهذه الخصائص العظام أوحينا إليك ﴿وإِلى الذين مِن قبلك﴾، فقد خصصناهم ببعض ذلك، وأوحينا إليهم، وفي ابن عطية : عن ابن عباس : أن هذه الحروف بأعيانها نزلت في كل كتب الله، المنزلة على كل نبيّ أُنزل عليه كتاب، ولذلك قال تعالى :﴿كذلك يُوحي إليك وإلى الذين من قبلك﴾. وقال القشيري : الحاء : مفتاح اسمه حكيم وحفيظ، والميم : مفتاح اسمه مالك وماجد ومؤمن ومهيمن، والعين : مفتاح اسمه عليم وعليّ، والسين : مفتاح اسمه سيد وسميع وسريع الحساب، والقاف : مفتاح اسمه قادر وقاهر وقريب وقدوس، أقسم الله تعالى بهذه الحروف أنه كذلك يُوحي إليك يا محمد. هـ.
وقال ابن عطية : وإنما فصلت " حم عسق "، ولم يفعل ذلك بـ " كهيعص " ؛ لتجري هذه مجرى الحواميم أخواتها. هـ. زاد النسفي : وأيضاً : هذه آيتان، و " كهيعص " آية
٣٥٧
واحدة. هـ. فانظره.
﴿اللهُ﴾ أي : يوحي الله ﴿العزيزُ الحكيمُ﴾ : فاعل " يُوحي "، وقرأ ابن كثير بالبناء للمفعول. و " الله " : فاعل بمحذوف، كأن قائلاً قال : مَن المُوحِي ؟ فقال :﴿الله العزيز الحكيم﴾ أي : الغالب بقهره، الحكيم في صنعه وتدبيره.
﴿له ما في السماوات وما في الأرض﴾ مُلكاً وملِكاً، ﴿وهو العليُّ﴾ شأنه ﴿العظيمُ﴾ سلطانه وبرهانه.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٥٧


الصفحة التالية
Icon