﴿ولا تتبع أهواءهم﴾ الباطلة، وعقائدهم الزائغة، ﴿وقل آمنتُ بما أنزلَ اللهُ من كتاب﴾ أيّ كتاب كان من الكتب المنزلة، لا كالذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وهم أهل الكتاب، ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً﴾ [النساء : ١٥١]، وفيه تحقيق للحق، وبيان لاتفاق الكتب في الأصول، وتأليف لقلوب أهل الكتابين، وتعريض بهم. ﴿وأُمرتُ لأعْدِلَ بينكم﴾ في الحكم إذا تخاصمتم فتحاكمتم إليّ، أو : في تبليغ الشرائع والأحكام، لا أخص بعضاً دون بعض، أو : لأُسوِّي بيني وبينكم، ولا آمركم بما لا أعملُ به، ولا أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه. أو : لا أفرق بين أكابركم وأصاغركم. واللام : إما على حقيقتها، أي : أمرت بذلك لأعدل، أو : زائدة، أي : أمرت أن أعدل بينكم.
﴿اللهُ ربُّنا وربُّكم﴾ خالقنا جميعاً، ومتولي أمورنا، كلنا عبيده، ﴿لنا أعمالنا﴾ لا يتخطانا ثوابها أو عقابها، ﴿ولكم أعمالكم﴾ لا يجاوزكم وبالها إلى غيركم، أو : لنا ديننا
٣٦٦
التوحيد، ولكم دينكم الشرك. ﴿لا حُجةَ بيننا وبينكم﴾ أي : لا خصومة ؛ لأن الحق قد وضح، ولم يبق للمحاجّاة حاجة، ولا للفصاحة محل، سوى المكابرة. ﴿اللهُ يجمع بيننا﴾ يوم القيامة ﴿وإِليه المصيرُ﴾ ؛ المرجع، فيظهر هناك حالنا وحالكم. وهذه محاججة، لا متاركة، فلا نسخ فيها.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٦٦