رُوي أنه لما نزلت قيل : يا رسول الله! مَن أهل قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال :" عليّ وفاطمة وابناهما " وقيل : معناه : إلا أن تودّوني لقرابتي فيكم، ولا تؤذوني، إذ لم يكن بطن من بطون قريش إلا وبين رسول الله ﷺ وبينهم قرابة. وقيل : القربى : التقرُّب إلى الله تعالى، أي : إلا أن تحبُّوا الله ورسوله في تقرُّبكم إليه بالطاعة والعمل الصالح.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٧١
ومن يقترفْ﴾
أي : يكتسب ﴿حسنةً﴾ أيّ حسنة كانت، فيتناول مودة ذي القربى تناولاً أولياً. وعن السدي : أنها المرادة، قيل : نزلت في الصدّيق رضي الله عنه ومودته فيهم، والظاهر : العموم، ﴿نزدْ له فيها حُسْناً﴾ أي : نضاعفها له في الجنة. ﴿إِن الله غفور﴾ لمَن أذنب بِطَوْلِه ﴿شَكورٌ﴾ لمَن أطاع بفضله، بتوفية الثواب والزيادة، أو : غفور :
٣٧٢
قابل التوبة، شكور : حامل عليها.
الإشارة : محبة أهل البيت واجبة على البشر، حرمةً وتعظيماً لسيد البشر، وقد قال :" مَن أَحبهم فبحبي أُحبهم، ومَن أبغضهم فببغضي أبغضهم " فمحبة الرسول ﷺ ركن من أركان الإيمان، وعقد من عقوده، لا يتم الإيمان إلا بها، وكذلك محبة أهل بيته. وفي الحديث ﷺ :" لا يؤمن أحدكم حتى يحبني، ولا يحبني حتى يحب ذوي قرابتي، أنا حرْب لمَن حاربهم. وسلْم لمَن سالمهم، وعدوٌّ لمَن عاداهم، ألا مَن آذى قرابتي فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله تعالى " وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام :" إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلُّوا، كتابُ الله تعالى وعترتي "، فانظر كيف قرنهم بالقرآن في كون التمسُّك بهم يمنع الضلال.


الصفحة التالية
Icon