رسول الله بجلساء الله يوم القيامة ؟ فقال :" هم الخائفون، الخاضعون، المتواضعون، الذاكرون كثيراُ " فقال : يا رسول الله ؛ فهم أول الناس يدخلون الجنة ؟ قال :" لا " قال : فمَن أول الناس دخولاً الجنة ؟ قال :" الفقراء يسبقون الناس إلى الجنة، فيخرج إليهم ملائكة، فيقولون : ارجعوا إلى الحساب، فيقولون : علام نحاسب ؟ والله ما أفيضت علينا الأموال فنفيض فيها، وما كنا أمراء نعدل ونجور، ولكنا جاءنا أمره فعبدنا حتى أتانا اليقين " هـ.
قوله :﴿وهو الذي يُنزل الغيث...﴾ الآية، كما ينزل غيث المطر على الأرض الميتة، ينزل أمطار الواردات الإلهية على القلوب الميتة، فتحيا بالذكر والمعرفة، بعد أن أيست من الخصوصية.
قال القشيري : بعد كلام : وكذلك العبد إذا ذَبُلَ غُصْنُ وقته، وتكَدَّرَ صَفْو ودّه ؛ وكسفت شمس أُنسِه، وبَعُدَ عن الحضرةِ وساحاتِ القرب عَهْدُه، فربما ينظر إليه الحقُّ نظر رحمة، فينزل على سِرِّه أمطارَ الرحمة، ويعود عودُه طريّاً، ويُنْبِتُ في مشاهد أُنْسِه ورداً جَنِياً، وأنشدوا في المعنى :
إنْ راعني منك الصُدود
فلعلَّ أيامي تعود>> ولعل عهدك باللِّوى
يحيا فقد تحيا العهود>> والغُصن ييبس تارةً
وتراه مُخْضرّاً يميد