يتأتى منه الرؤية ﴿خاشعين من الذل﴾ ؛ متذللين متضائلين مما دهاهم، فالخشوع : خفض البصر وإظهار الذل، ﴿ينظرون﴾ إلى النار ﴿من طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ ضعيف بمسارقة، كما ترى المصْبُور ينظر إلى السيف عند إرادة قتله. ﴿وقال الذين آمنوا إِن الخاسرين الذين خسروا أنفسَهم وأهليهم﴾ بالتعرُّض للعذاب الخالد ﴿يومَ القيامة﴾، و " يوم " : متعلق بخسروا. وقول المؤمنين واقع في الدنيا. ويقال، أي : يقولونه يوم القيامة، إذا رأوهم على تلك الصفة :﴿ألا إِن الظالمين في عذابٍ مقيم﴾ ؛ دائم، ﴿وما كان لهم من أولياء ينصرونهم﴾ برفع العذاب عنهم ﴿من دون الله﴾ حسبما كانوا يرجون ذلك في الدنيا، ﴿ومَن يُضلل اللهُ فما له من سبيلٍ﴾ إلى النجاة.
﴿
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٨٦
استجيبوا لربكم﴾
إلى ما دعاكم إليه على لسان نبيه، ﴿من قبل أن يأتيَ يومٌ﴾ أي : يوم القيامة ﴿لا مردَّ له من اللهِ﴾ أي : لا يرده الله بعد ما حكم بمجيئه، فـ " من " متعلق بـ " لا مرد "، أو : بـ " يأتي " أي : من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على رده، ﴿ما لكم من ملجأ يومئذٍ﴾ أي : مفر تلتجئون إليه، ﴿وما لكم من نكيرٍ﴾ أي : وليس لكم إنكار لما اقترفتموه ؛ لأنه مدوَّن في صحائف أعمالكم، وتشهد عليكم جوارحكم.


الصفحة التالية
Icon