الإشارة : يهب لمَن يشاء إناثاً، علوماً وحسنات، ويهب لمَن يشاء الذكور، أذواقاً وواردات، ويجعل مَن يشاء عقيماً، لا علم ولا ذوق، وانظر لطائف المنن. أو تقول : يهب لمَن يشاء إناثاً ؛ مَن ورّث علم الرسوم الظاهر، وأقيمت بعده، ويهب لمَن يشاء الذكور ؛ مَن ورّث علم الأذواق والوجدان، وعمّر رجالاً، أو يزوجهم ؛ مَن ورثهما،
٣٨٨
ويجعل مَن يشاءُ عقيماً لم يترك وارثاً، لا من الظاهر، ولا من الباطن، وقد يكون كاملاً وهو عقيم، وقد يكون غير كامل وله أولاد كثيرة، لكن الغالب على مَن له أولاد أن يتسع بهم، بخلاف العقيم. والله تعالى أعلم.
جزء : ٦ رقم الصفحة : ٣٨٨
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وما كان لبشرٍ﴾ أي : ما صحّ لأحد من البشر ﴿أن يُكلمه اللهُ﴾ بوجه من الوجوه ﴿إِلا وَحْياً﴾ إلهاماً، كقوله عليه الصلاة السلام :" ألقي في رُوعي " أو : رؤيا في المنام لقوله ﷺ :" رؤيا الأنبياء وحي " كأمر إبراهيم عليه السلام بذبح الولد، وكما أوحي إلى أم موسى، رُوي عن مجاهد :" أَوحى اللهُ الزبورَ إلى داود عليه السلام في صدره ". ﴿أو من وراءِ حجابٍ﴾ بأن يسمع كلاماً من الله، من غير رؤية السامع مَن يكلمه، كما سمع موسى عليه السلام من الشجرة، ومن الفضاء في جبل الطور، وليس المراد به حجاب الله تعالى على عبده حساً ؛ إذ لا حجاب بينه وبين خلقه حساً، وإنما المراد : المنع من رؤية الذات بلا واسطة.