ليس لهم حُجة إلا العناد والاستبعاد. وتسميته حُجة إما لسوقهم إياه مساق الحُجة في زعمهم، أو تهكماً بهم، كقول القائل :" تحية بينهم ضرب وجيع ". قال ابن عرفة :﴿وإذا تتلى عليهم...﴾ الآية، أي : إنهم مع كونهم ظانين فَهُم بحيث لو استدل لهم لما ازدادوا إلا ضلالاً، وقد تقرّر في علم الجدل أن المصمم على الشيء يصعب نقله عنه، بخلاف الظان والشك، فأتت هذه الآية نفياً لما يتوهم في هؤلاء أنهم حيث لا يقين عندهم يسهل رجوعهم، حين تظهر الحجة. هـ. ومَن نَصَبَ " حجتهم " فخبر كان، ومَن رفعه فاسمها.
الإشارة : قال القشيري :﴿وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا...﴾ الآية، اغترُّوا بما وجدوا عليه خَلَفَهم، وأَرْخوا في البهيمية عَنَانهم وعُمْرَهم، وأغفوا عن ذكر الفكرة قلوبَهم، فلا بالعلم استبصروا، ولا من الحقائق استمدوا، رأسُ مالهم الظن، وهم غافلون، وإذا تتلى عليهم الآيات طلبوا إحياء موتاهم، وسوف يرون ما استبعدوا. هـ.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٧٤
قلت :﴿ويوم﴾ : منصوب بيَخْسَر، و " يومئذٍ " بدل منه، و " كل أُمةٍ تُدْعَى " : مبتدأ وخبر، ومن نصب فبدل من " كل أمة "، ﴿والساعة لا ريب فيها﴾ ؛ مَن رفعها فمبتدأ، ومَن نصبها فعطف على ﴿وعد الله﴾.


الصفحة التالية
Icon