ربُّهم في رحمته}، أي : جنته ﴿ذلك هو الفوزُ المبين﴾ الظاهر، الذي لا فوز وراءه، ﴿وأما الذين كفروا﴾ فيُقال لهم على وجه التقريع والتوبيخ :﴿أفلم تكن آياتي تُتلى عليكم﴾ أي : ألم تكن تأتيكم رسلي فلم تكن آياتي تتلى عليكم، فحذف المعطوف عليه، ثقةً، بقرينة الكلام، ﴿فاستكبرتم﴾ عن الإيمان بها، ﴿وكنتم قوماً مجرمين﴾ أي : قوماً عادتكم الإجرام.
﴿وإِذا قيل إِنَّ وعد الله﴾ أي : وكنتم إذا قيل لكم : إن وعد الله بالجزاء ﴿حقٌّ والساعةُ لا ريبَ فيها﴾ أي : في وقوعها ﴿قلتم ما ندري ما الساعةُ﴾ أيّ شيء هي الساعة، استهزاء بها، ﴿إِن نظنُّ إِلا ظناً﴾ أصله : نظن ظناً، ومعناه : إثبات الظن، فحسب، فأدخل حرف النفي والاستثناء ليفيد إثبات الظن مع نفس ما سواه. وقال المبرد : أصله : إن نحن إلا نَظُن ظناً، وإنما أوَّله ؛ لأنه لا يصح التفريع في المصدر المؤكد، لعدم حصول الفائدة، إذ لا معنى لقولك : لا نضرب إلا ضرباً، وجوابه : إن المصدر نوعي لا مؤكد، أي : ظناً حقيراً ضعيفاً. وفي الآية اللف والنشر المعكوس. فقوله :﴿قلتم ما ندري ما الساعة﴾ راجع لقوله :﴿والساعة لا ريب فيها﴾، وقوله :﴿إن نظن إلا ظناً﴾ راجع لقوله :﴿إن وعد الله حق﴾، وكذا قوله :﴿وما نحن بمستيقنين﴾ أي : لا يقين عندنا، وهو راجع لقوله ﴿إن وعد الله حق﴾. قاله ابن عرفة. ولعل هؤلاء غير القائلين :﴿ما هي إلا حياتنا الدنيا﴾ والله أعلم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٧٦


الصفحة التالية
Icon