الإشارة : رمي أهل الخصوصية بالسحر عادةٌ مستمرة، وسُنَّة ماضية، ولقد سمعنا هذا فينا وفي أشياخنا مراراً، فيقول أهل الخصوصية : إن افترينا على الله كذباً عاجلنا بالعقوبة، ﴿فلا تملكون لنا من الله شيئاً...﴾ الآية.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٨٣
يقول الحق جلّ جلاله :﴿قل ما كنتُ بِدعاً﴾ أي : بديعاً، كخف وخفيف، ونصب ونصيب، فالبدع والبديع من الأشياء : ما لم يتقدم مثله، أي : لستُ بأول مرسل فتُنكر نبوتي، بل تقدمت الرسل قبلي، واقترِحتْ عليهم المعجزات، فلم يقدروا على الإتيان بشيء إلا ما أظهره الله على أيديهم، في الوقت الذي يُريد. قيل : كانت قريش تقترح على رسول الله ﷺ آيات تظهر لهم، ويسألونه عن الغيبيات، عناداً ومكابرة، فأُمر ﷺ بأن يقول لهم : ما كنت بِدعاً من الرسل، قادراً ما لم يقدروا عليه، حتى آتيكم بكل ما تقترحونه، وأخبركم بكل ما تسألون عنه من الغيوب، فإنَّ مَن قبلي من الرسل عليم السلام ما كانوا يأتون إلا بما آتاهم الله تعالى من الآيات، ولا يُخبرون إلا بما أوحي إليهم، ﴿وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم﴾ أي : لا أدري ما يُصيبنا فيما يستقبل من الزمان من أفعاله تعالى، وماذا يبرز لنا من قضاياه. وعن الحسن : ما أدري ما يصير إليه أمري وأمركم في الدنيا. وعن ابن عباس رضي الله عنه : ما يُفعل بي ولا بكم في الآخرة.


الصفحة التالية
Icon