وقال : إنه منسوخ بقوله :﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح : ٢] قال شيخ شيوخنا الفاسي : وهو بعيد، ولا يصح النسخ ؛ لأنه لا يكون في الأخبار، ولأنه لم يزل يعلم أن المؤمن في الجنة، والكافر في النار، من أول ما بعثه الله، لكن محمل قول ابن عباس وغيره على أنه لم تكشف له الخاتمة، فقال : لا أدري، وأما مَن وافى على الإيمان، فقد أعلم بنجاته من أول الرسالة، وإلا فكان للكفار أن يقولوا : وكيف تدعونا إلى ما لا تدري له عاقبة ؟ قاله ابن عطية. هـ. وقال أبو السعود : والأوفق بمان ذكر من سبب النزول : أن " ما " عبارة عما عِلْمُه ليس من وظائف النبوة، من الحوادث الواقعات الدنيوية، دون ما سيقع في الآخرة، فإنَّ العلم بذلك من وظائف النبوة، وقد ورد به الوحي، الناطق بتفاصيل الفعل بالجانبين. هذا، وقد رُوي عن الكلبي :" أن أصحاب النبي ﷺ قالوا له ﷺ وقد ضجروا من إذاية المشركين : متى نكون على هذا ؟ فقال :﴿ما أدري ما يُفعل
٨٤
بي ولا بكم﴾
أأترَكُ بمكة أو أومر بالخروج إلى أرض ذات نخيل وشجر، قد رفعتْ إليّ ورأيتها. هـ. وسأتي في الإشارة تحقيق المسألة إن شاء الله تعالى.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٨٤


الصفحة التالية
Icon