﴿وقد خَلَتْ النُذر﴾ جميع نذير، بمعنى النذر، أي : مضت الرسل، ﴿من بين يديه ومن خلفه﴾ أي : من قبل هود ومَن بعده، وقوله :﴿وقد خلت..﴾ الخ : جملة معترضة بين إنذار قومه وبين قوله :﴿ألاَّ تعبدوا إلا اللّهَ﴾ مؤكدة لوجوب العمل بموجب الإنذار، وإيذاناً باشتراكهم في العبادة المذكورة، والمعنى : واذكر لقومك إنذار هود قومَه عاقبةَ الشرك والعذاب العظيم، وقد أنذر مَن تقدمه مِن الرسل، ومَن تأخر عنه قومهم قبل ذلك. ﴿إني أخاف عليكم﴾ إن عصيتموني ﴿عذابَ يومٍ عظيم﴾ يوم القيامة.
﴿قالوا أجئتنا لتأفكَنَا﴾ لتصرفنا ﴿عن آلهتنا﴾ عن عبادتها، ﴿فأْتنا بما تَعِدُنا﴾ من العذاب العظيم ﴿إن كنت من الصادقين﴾ في وعدك بنزوله بنا، ﴿قال إِنما العلمُ﴾ بوقت نزوله، أو بجميع الأشياء التي من جملتها ذلك، ﴿عند الله﴾ وحده، لا علم لي بوقت نزوله، ولا دخل لي في إيتانه وحلوله، وإنما عِلْم ذلك عند الله، فيأتيكم به في وقته المقدّر له. ﴿وأُبلغكم ما أُرسلت به﴾ من التخويف والإنذار من غير وقف على تعيين وقت نزول العذاب، ﴿ولكني أراكم قوماً تجهلون﴾ حيث تقترحون عليَّ ما ليس من وظائف الرسل، من الإتيان بالعذاب وتعيين وقته.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٩٦
رُوي : أنهم قحطوا سنين، ففزعوا إلى الكعبة، وقد كانت بنتها العمالقة، ثم خربت، فطافوا بها، واستغاثوا، فعرضت لهم ثلاث سحابات : سوداء وحمراء وبيضاء، وقيل لهم : اختاروا واحدة، فاختاروا السوداء، فمرتْ إلى بلادهم، فلما رأوها مستقبلة
٩٦


الصفحة التالية
Icon