﴿كذلك﴾ أي : مثل ذلك الجزاء الفظيع ﴿نجزي القومَ المجرمين﴾ وننجي المؤمنين، رُوي أن هود عليه السلام ومَن معه من المؤمنين في حظيرته، ما يصيبهم من الريح إلا ما تلين على الجلود، وتلذه الأنفس، وإنها لتمرّ من عاد بالظعن بين السماء، والأرض، وتدمغهم بالحجارة. سبحان الحكيم القدير، اللطيف الخبير.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٩٦
الإشارة : إنما جاءت النُذر من عهد آدم عليه السلام إلى القيامة الساعة، تأمر بعبادة الله، ورفض كل ما سواه، فمَن تمسّك بذلك نجى، ومَن عبد غير الله، أو مال إلى سواه، عاجلته العقوبة في الظاهر أو الباطن. والله تعالى أعلم.
٩٧
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٩٦
قلت :﴿فيما﴾ موصولة، أو موصوفة، ومفعول ﴿اتخذوا﴾ الأول : محذوف، و ﴿آلهة﴾ مفعول ثان، أي : اتخذوهم آلهة، و ﴿قرباناً﴾ حال، ولا يصح أن يكون مفعولاً ثايناً لـ " اتخذوا "، و " آلهة " : بدل، لفساد المعنى، وأجازه ابن عطية، ووجه فساده : أن اتخاذهم آلهة منافٍ لاتخاذهم قرباناً ؛ لأن القربان مقصود لغيره، والآلهة مقصود بنفسها، فتأمله، و " إن " نافية، والأصل : فيما ما مكنكم فيه، ولمّا كان التكرار مستثقلاً جيء بأن، كما قالوا في مهما، والأصل : مَا مَا، فلبشاعة التكرار قلبوا الألف هاء، وقيل :" إن " صلة، أي : في مثل ما مكنكم فيه، والأول أحسن.