يقول الحق جلّ جلاله :﴿و﴾ اذكر ﴿إِذ صرفنا إِليك نفراً من الجن﴾ أي : أملناهم إليك، وقبلنا بهم نحوك، وهم جن نصيبين، أو جن نينوى، قال في القاموس :" نِينوى " بكسر أوله، موضع بالكوفة، وقرية بالموصل ليونس عليه السلام. هـ. ﴿يستمعون القرآن﴾ منه عليه السلام ﴿فلما حضروه﴾ أي : الرسول ﷺ، أو القرآن، أي : كانوا منه حيث تمّ وفرغ من تلاوته، ﴿وَلَّوا إِلى قومهم منذرين﴾ مقدّرين إنذارهم عند رجوعهم إليهم.
رُوي : أن الجنَّ كانت تسترق السمع، فلما حُرست السماء، ورُموا بالشُهب، قالوا : ماهذا إلا لأمر حديث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، لتعرفوا ما هذا، فنهض سبعة أو تسعة من أشراف جن نصيبين أو نينوى، منهم :" زوبعة " فمضوا نحو تهامة، ثم انتهوا إلى وادي نخلة، فوافقوا رسولَ الله ﷺ وهو قائم يصلي صلاة الفجر، فستمعوا القرآن، وذلك عند منصرفه من الطائف، حين ذهب يدعوهم إلى الله، فكذّبوه، وردُّوا عليه، وأغروا به سفاءهم، فمضى على وجهه، حتى وصل إلى نخل، فصلّى بها الغداة، فوافاه نفر الجن يصلي، فاستمعوا لقراءته، ولم يشعُر بهم، فأخبره الله تعالى باستماعهم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٩٩


الصفحة التالية
Icon