جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٢٧
إِنما الحياةُ لعبٌ ولهوٌ} لا ثبات لها، ولا اعتداد بها، فلا تُؤثروا حياتها الفانية على الحياة الأبدية بالموت في الجهاد الأصغر أو الأكبر، ﴿وإِن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم﴾ أي : ثواب إيمانكم وأعمالكم من الباقيات الصالحات، التي فيها يتنافس المتنافسون، ﴿ولا يسألكم أموالَكمْ﴾ بحيث يُخل أداؤها بمعايشكم، وإنما سألكم نزراً يسيراً ؛ هو ربع العشر، تؤدونه إلى فقرائكم.
﴿إِن يسألكُمُوها﴾ أي : جميع أموالكم ﴿فيُحْفِكم﴾ أي : يجهدكم بطلب الكُل، فالإحفاء والإلحاف : المبالغة في السؤال : وبلوغ الغاية، يُقال : أحفاه في المسألة : إذا لم يترك شيئاً من الإلحاح، وأحفى شاربه : استأصله، أي : إن يسألكم جميعها ﴿تبخلوا﴾ فلا تُعطوا شيئاً، ﴿ويُخرجْ أضغانكم﴾ أي : أحقادكم ؛ لأن عند سؤال المال يظهر الصادق من الكاذب، وضمير " لا يسألكم " وما بعدها للّه أو لرسوله. وضمير " يُخرج " لله تعالى،
١٢٨
ويؤيده القراءة بنون العظمة، أو البخل ؛ لأنه سبب الأضغان.
﴿ها أنتم هؤلاء﴾ أي : يا هؤلاء، وقيل :﴿ها﴾ : للتنبيه، و ﴿هؤلاء﴾ : موصول بمعنى " الذين "، وصلته :﴿تُدْعَون﴾ أي : أنتم الذي تُدعون ﴿لتُنفقوا في سبيل الله﴾ هي النفقة في الغزو والزكاة، كأنه قيل : الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر، ﴿فمنكم مَن يبخلُ﴾ أي : فمنكم ناس يبخلون به، ﴿ومَن يبخلْ﴾ بالصدقة وأداء الفريضة ﴿فإِنما يبخلُ على نفسه﴾ فإنَّ كُلاًّ مِن نفع الإنفاق وضرر البخل عائد إليه، وفي حديث الترمذي :" السخي قريبٌ من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار، ولجاهلٌ سخيٌّ أحبُّ إلى الله من عابدٍ بخيل " وفي رواية :" من عالم بخيل " والبخيل يتعدّى بـ " عن "، و " على " لتضمُّنه معنى : الإمساك والعدي.


الصفحة التالية
Icon