﴿إِنَّ الذين يُبايعونك﴾ على الجهاد، بيعة الرضوان ﴿إِنما يُبايعون اللّهَ﴾ لأنه خليفة عنه، فعقد البيعة معه ﷺ كعقدها مع الله من غير تفاوت بينهما، كقوله :﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه﴾ [النساء : ٨٠] ثم أكّد ذلك بقوله :﴿يدُ اللهِ فوق أيديهم﴾ يعني : أن يد رسول الله ﷺ الذي تعلو أيدي المبايعين هي يد الله، من باب مبالغة التشبيه، ﴿فمَن نكث﴾ نقض البيعة، ولم يفِ بها ﴿فإِنما يَنكُثُ على نفسه﴾ فلا يعود ضرر نكثه إلا عليه، قال جابر رضي الله عنه :" بايعنا رسولَ الله ﷺ تحت الشجرة على الموت، وعلى ألاَ نفرّ، فما نكث أحدُ منا البيعةَ، إلا جَدّ بن قَيْسٍِ المنافق، اختبأ تحت إبطِ بعيره، ولم يَسر مع قومه ". ﴿ومَن أوفى بما عاهد عليه اللّهَ﴾ يقال : وفيت بالعهد وأوفيت. وقرأ حفص بضم الهاء من " عليه " توسُّلاً لتفخيم لام الجلالة، وقيل : هو الأصل، وإنما كسر لمناسبة الياء. أي : ومَن وفَّى بعهده بالبيعة ﴿فسيؤتيه أجراً عظيماً﴾ الجنة وما فيها.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٣٥


الصفحة التالية
Icon