١٤١
بالبيت فافعل، فقال : ما كنت لأطوف قبلَ أن يطوف رسول الله ﷺ، فاحتبس عندهم، فأُرجِفَ بأنهم قتلوه، فقال ﷺ :" لا نبرح حتى نناجز القوم " ودعا الناسَ إلى البيعة، فبايعوه تحت الشجرة - وكانت سمرة وقيل : سِدرة - على أن يُقاتلوا قريشاً، ولا يفرُّوا، وأول مَن بايع " أبو سنان الأسدي "، واسمه : وهب بن عبد الله بن محصن، ابن اخي عكاشة بن مِحصن. وقيل : بايعوه على الموت عنده، فقال لهم رسول الله ﷺ :" أنتم اليوم خير أهل الأرض " وقال أيضاً :" لا يدخل النارَ أحد ممن بايع تحت الشجرة " وكانوا ألفاً وخمسمائة وخمسةً وعشرين، وقيل : ألفاً وأربعمائة. والحديبية بتخفيف الياء، قاله في المصباح، وهي على عشرة أميال من مكة.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٤١
فعَلِمَ ما في قلوبهم﴾ من الإخلاص، وصدق الضمائر فيما بايعوا عليه. وقال القشيري : عِلِمَ ما في قلوبهم من الاضطراب والتشكيك، وذلك أنه ﷺ رأى في منامه أنهم يدخلون المسجد الحرام آمنين، فبشّر أصحابه، فلمام صُدُّوا خامر قلوبَهم شكٌّ، ﴿فأنزل﴾ اللّهُ ﴿السكينةَ عليهم﴾ أي : اليقين والطمأنينة، فذهب عنهم. ثم قال : وفي الآية دليلٌ على أنه قد يخطر ببال الإنسان خواطر مشكِّكة، وفي الرَّيب مُوقعة، ثم لا عبرة، فإن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً ألزم التوحيد قلبَه، وقارن التحقيق سِرَّه، فلا يضرُّه كيدُ الشيطان. قال تعالى :﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ...﴾ [الأعراف : ٢٠١]الآية.