الإشارة : من آداب المريد ألاَّ يُوقظ شيخَه من نومه، ولو بقي ألف سنة ينتظره، وألاَّ يطلب خروجَه إليه حتى يخرجَ بنفسه، وألاَّ يقف قُبالة باب حجرته لئلا يرى بعض محارمه. ومن آدابه أيضاً : ألا يبيت معه في مسكن واحد، وألا يأكل معه، إلا أن يعزم عليه، وألا يجلس على فراشِه أو سجّادته إلا بأمره، وإذا تعارض الأمر والأدب، فهل يُقدّم الأمر أو الأدب ؟ خلاف، وقد تقدم في صلاح الحديبية : أن سيدنا عليّاً - كرّم الله وجهه - قدَّم الأدب على الأمر، حين قال له ﷺ :" امح اسم رسول الله من الصحيفة "، فأبى، وقال :" والله لا أمحول أبداً " والله تعالى أعلم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٥٨
يقول الحق جلّ جلاله :﴿يا أيها الذين آمنوا إِن جاءكم فاسق بنبأٍ﴾ نزلت في الوليد بن عُبة بن أبي مُعَيْط، وكان من فضلاء الصحابة رضي الله عنهم بعثه النبي ﷺ إلى بني المُصْطلِق، بعد الوقعة مصدِّقاً، وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فخرجوا
١٦٠
يتلقّونه، تعظيماً النبي ﷺ، فظنّ أنهم مقاتلوه ؛ فرجع، وقال لرسول الله ﷺ : قد ارتدُّوا ومنعوا الزكاة، فَهمَّ ﷺ أن يغزوهم، ثم أتوا النبيَّ ﷺ وأخبروه أنهم إنما خرجوا يتلقّونه تكرمةً ؛ فاتهمهم النبي ﷺ وبعث إليهم " خالد بن الوليد " خفيةً مع عسكر، وأمره أن يُخفي عليهم قدومَه، ويتطلعَ عليهم، فإن رأى ما يدلّ على إيمانهم ؛ أخذ زكاتهم ورجع، وإن رأى غير ذلك ؛ استَعمل فيهم ما يُستعمل في الكفار، فسمع خالدُ فيهم آذان صلاتي المغرب والعشاء، فأخذ صدقاتهم، ولم يرَ منهم إلا الطاعة، فنزلت الآية.