وقال القشيري هنا : ومن حق الأخوة ألا تُلجأه إلى الاعتذار، بل تُبسط عذرَه أي : تذكر عذره قبل أن يعتذر، فإن أُشكل عليك وجهه عُدت بالملامة على نفسك في خفاء عذره عليك، وتتوب عليه إذا أذنب، وتعوده إذا مرض، وإذا أشار عليك بشيء فلا تطالبه بالدليل وإيراد الحجة، كما أنشدوا :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٦٣
إِذا اسْتُنْجِدُوا لَمْ يَسأَلُوا مَنْ دَعَاهُم
لأيَّةِ حَرْبٍ أم لأيِّ مكَان
١٦٦
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٦٣
يقول الحق جلّ جلاله :﴿يا أيها الذين آمنوا لا يسخرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم﴾ أي : عسى أن يكون المسخُورُ منهم خيراً عند الله تعالى من الساخرين ؛ لأن الناس لا يَطَّلِعون إلا على الظواهر، وهو تعليل للنهي، والقوم خاص بالرجال ؛ لأنهم القوّامون على النساء، وهو في الأصل : جمع قائم، كصوْم وزَوْر، في جميع صائم وزائر، واختصاص القوم بالرجال صريح في الآية ؛ إذ لو كانت النساء داخلة في الرجال لم يقل :﴿ولا نساء من نساء﴾ وحقق ذلك زهير في قوله :
وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي
أَقومٌ آلُ حِصْنِ أَمْ نِساءُ ؟
وأَمَّا قولهم في قوم فرعون، وقوم عاد : هم الذكور والإناث، فليس لفظ القوم شاملاً لهم، ولكن قصد ذكر الذكور، والإناث تبع لهم.