ثم ذكر الخصلة التي يفضل بها الإنسان، ويكتسب الشرفَ والكرمَ عند الله، فقال :﴿إِنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ أي : لا أنسبكم، فإنَّ مدار كمال النفوس وتفاوت الأشخاص هو التقوى، فمَن رام نيل الدرجات العلا فعليه بالتقوى، قال ﷺ :" مَن سَرّه أن يكون أكرم الناس فليتقِ الله " ورُوي أنه ﷺ طاف يوم فتح مكة، ثم حمد الله، وأثنى
١٧٤
عليه، وقال :" الحمد لله الذي أذهب عُبِّيَّةَ الجاهلية وتكبُّرها ؛ يا أيها الناس ؛ إنما الناس رجلان : رجل مؤمن تَقيّ كريمٌ على الله، ورجل فاجر شقي هَيِّن على الله " ثم قرأ الآية.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٧٤
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : كرم الدنيا الغنى، وكرم الآخرة التقى. وقال قتادة : أكرم الكرم التقى، والأمُ اللؤم الفجور، وسُئل عليه السلام عن خير الناس ؟ فقال :" آمرُكم بالمعروف، وأنهاكم عن المنكر، وأوصلكم للرحم " وقال عمر رضي الله عنه :" كرم الرجل : دينه وتقواه، وأصله : عقله، ومروءته : خُلقه، وحَسَبُه : ماله ".


الصفحة التالية
Icon