﴿والقرآنِ المجيد﴾ أي : ذي المجد والشرف على سائر الكتب، أو : لأنه كلام مجيد، مَن علم معانيه وعمل بما فيه مَجُد عند الله وعند الناس. وجواب القسم محذوف، أي : إنك لرسول نذير، أوك لتُبعثن، بدليل قوله :﴿أئذا متنا...﴾ الخ، أو : إنا أنزلناه إليك لِتُنذر به فلم يؤمنوا، ﴿بل عَجِبوا أن جاءهم﴾ أي : لأن جاءهم ﴿مُنذر منهم﴾ من جنسهم،
١٨١
لا من جنس الملائكة، أو : من جلدتهم، وهو إنكار لتعجّبهم مما ليس بعجب، وهو أن يُخوفهم من غضب الله رجلٌ منهم قد عرفوا عدالته وأمانته، ومَن كان كذلك لم يكن إلا ناصحاً لقومه، خائفاً أن ينالهم مكروه وإذا علم أن مخوفاً أظلهم لزمه أن ينذرهم، فكيف بما هو غاية المخاوف ؟ أو إنكار لتعجُّبهم مما أنذرَهم به من البعث مع علمهم بقدرة الله تعالى على خلق السموات والأرض وما بينهما، وإقرارهم بالنشأة الأولى، مع شهادة العقل بأنه لا بدّ من الجزاء، وإلا كان إنشاء الخلق عبثاً، ثم بيَّن تعجُّبهم بقوله :﴿فقال الكافرون هذا شيءٌ عجيبٌ﴾ أي : هذا الذي يقوله محمد من البعث بعد الموت شيءٌ عجيب، أو : كون محمد منذراً بالقرآن شيءٌ يُتعجب منه. ووضع " الكافرون " موضع الضمير للدلالة على أنهم في قولهم هذا مُقدِمون على كفر عظيم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٨١


الصفحة التالية
Icon