قال القشيري : تبصرةً وذكرى لمَن رجع إلينا في شهود أفعالنا إلى رؤية صفاتنا، ومن شهود صفاتنا إلى شهود ذاتنا. هـ. ونزَّلنا من السماء ماء العلوم اللدينة، كثير البركة والنفع، فأنبتنا به جنات المعارف وحب الحصيد، وهو حب المحبة ؛ لأنه يحصد من القلب محبة ما سوى الله. والنخل باسقات، أي : شجرة المعرفة الكاملة لها طلع نضيد : ثمرة المعرفة وحلاوة الشهود، رزقاً لأرواح العباد، وأحيينا به نفساً ميتة بالغفلة والجهل، كذلك الخروج من ظلمة الجهل إلى نور العلم، أي : مثل هذا الخروج البديع يكون الخروج، وإلا فلا.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٨١
يقول الحق جلّ جلاله :﴿كذبتْ قبلَهم﴾ أي : قبل قريش ﴿قومُ نوحٍ﴾ نوحاً، حيث أنذرهم بالبعث، ﴿وأصحابُ الرسّ﴾ قيل : هم مَن بعث إليهم شعيب عليه السلام كما مَرَّ في سورة الفرقان بيانه وقيل : قوم باليمامة، وقيل : أصحاب الأخذود. والرس : بئر لم
١٨٤
تطو، ﴿وثمودُ وعادٌ وفرعونٌ﴾ أراد بفرعون قومَه، ليلائم ما قبلهم ؛ لأن المعطوف عليه جماعات، ﴿وإِخوانُ لوط﴾ قيل : كان قومه من أصهاره عليه السلام، فسماهم إخوانه، ﴿وأصحابُ الأيكة﴾ هم ممن بعث إليهم شعيب عليه السلام غير أهل مدين، ﴿وقومُ تُبَّعٍ﴾ هو ملك باليمن، دعا قومه إلى الإسلام وهم حِمير، فكذَّبوه، وسُمّي تُبعاً ؛ لكثرة تبعه.