جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٨٦
ونُفخ في الصور ذلك يوم الوعيد} لكل نفس ما وعدها الله، بحسب سيرها من أول العمر إلى يوم البعث، ﴿وجاءت كل نفس معها سائق﴾ وهو الذي ساقها في مبدأ الوجود، إما سوقاً باللطف، أو سوقاً بالعنف عند قوله :" هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي "، وشهيد يشهد عليها بما جرى لها من الأحكام الأزلية ﴿لقد كنتَ في غفلة من هذا﴾ قال القشيري : يُشير إلى أن الإنسان، وإن خُلق من عالم الغيب والشهادة، فالغالب عليه في البداية الشهادة، وهو العالم الحسي، فيرى بالحواس الظاهرة العالَم المحسوس مع اختلاف أجناسه، وهو بمعزل عن إدراك عالم الغيب، فمن الناس يكشف له غطاؤه عن بصره بصيرته، فيجعل حديداً، يبصر رشده، ويحذر شره، وهم المؤمنون من أهل السعادة، ومنهم مَن يكشف له غطاء عن بصر بصيرته يوم القيامة يوم ﴿لا ينفع نفساً إيمانها..﴾ الآية، وهم الكفار من أهل الشقاوة. هـ.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ١٨٦
١٨٩
يقول الحق جلّ جلاله :﴿وقال قرينُهُ﴾ أي : الشيطان المقيض له، أو : الملك الكاتب الشاهد عليه :﴿هذا ما لديَّ عَتِيدٌ﴾ أي : هذا ما عندي وفي ملكي عتيد لجهنم، قد هيأته بإغوائي وإضلالي، أو : هذا ديوان عمله عندي عتيد مهيأ للعرض، فـ " ما " موصولة، إما بدل من " هذا " أو صفة، و " عتيد " : خبر، أو : خبر، و " عتيد : خبر آخر، أو : موصوفة خبر " هذا "، و " لديّ " : صفته، وكذا " عتيد " أي : هذا شيء ثابت لديّ عتيد.