ثم يقول الله تعالى للسائق والشهيد :﴿ألقيا في جهنم﴾ أو : لملكين من خزنة جهنم، أو : يكون الخطاب لواحد، وكان الأصل : ألقِ ألقِ، فناب " ألقيا " عن التكرار ؛ لأن الفاعل كالجزء من الفعل، فكان تثنية الفاعل نائباً عن تكرار الفعل، أو : أصله : ألْقِيَن، والألف بدل من نون التوكيد، إجراء للموصول مجرى الوقف، دليله : قراءة الحسن :(ألْقينْ) والأحسن : أن يُراد جنس قرينه، فيصدق بالسائق والشهيد، فيقال لهما :﴿ألقيا في جهنم كلَّ كَفَّار﴾ بالنعم والمُنعِم ﴿عنيدٍ﴾ : مجانب للحق، معادٍ لأهله، ﴿منَّاعٍ للخير﴾ كثر المنع للمال عن حقوقه، أو : منَّاع لجنس الخير أن يصل إلى أهله، أو : يراد بالخير الإسلام، لأن الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، لَمَّا منع بني أخيه من الإسلام. ﴿معتدٍ﴾ ظالم متخطِّ للحق ﴿مريب﴾ : شاكٍّ في الله تعالى وفي دينه.
﴿الذي جعل مع الله إِلهاً آخر﴾ : بدل من " كل كَفَّار " ولا يجوز أن يكون صفة ؛ لأن النكرة لا توصف بالموصول، خلافاً لابن عطية، أو : مبتدأ مضمن معنى الشرط، خبره :﴿فألْقِيَاهُ في العذاب الشديد﴾ وعلى الأول يكون " فألقياه " تكريراً للتوكيد، أو مفعولاً بمضمر، يُفسره " فألقياه " أي : ألقِِ الذي جعل مع الله إلهاً آخر ألقياه.


الصفحة التالية
Icon