﴿ما يُبدّلُ القولُ لَدَيَّ﴾ أي : لا تطمعوا أن يُبدل قولي ووعيدي بإدخال الكفار في النار، ﴿وما أنا بظَلاَّمٍ للعبيد﴾ فلا أُعذب عبداً بغير ذنب مِن قِبلَه، بل بما صدر منه من الجنايات، حسبنا أشير إليه آنفاً. والتعبير عن بالظلم مع أن تعذيبهم بغير ذنب ليس بظلم على ما تقرر من قاعدة أهل السنة، فضلاً عن كونه ظلماً مفرطاً لتأكيد هذا المعنى، بإبراز ما ذكر من التعذيب بغير ذنب في معرض المبالغة في الظلم، وقيل : هو لرعاية جميعة العبيد، من قولهم : فلان ظالم لعبده وظلاّم لعبيده، وقيل : ظلاّم بمعنى : ذي ظلم، كلبّان لذي اللبن. والله تعالى أعلم.