يُقال لهم :﴿ادخلوها بسلامٍ﴾ أي : سالمين من زوال النعم وحلول النقم، أو : ملتبسين بسلام من الله تعالى وملائكته عليكم، ﴿ذلك يومُ الخلود﴾ الإشارة إلى الزمان الممتد الواقع في بعض منه ما ذكر من الأحوال، أي : نهاية ذلك اليوم هو يوم الخلود، الذي لا انتهاء له، ﴿لهم ما يشاؤون فيها﴾ من فنون المطالب ومنتهى الرغائب ﴿ولدينا مزيدٌ﴾ هو النظر إلى وجهه الكريم، على قدر حضورهم اليوم، أو : هو ما لا يخطر ببالهم، ولا يندرج تحت مشيئتهم من الكرامات، التي لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وقيل : إن السحاب تمر باهل الجنة فتمطر عليهم الحور، فتقول : نحن المزيد الذي قال تعالى :﴿ولدينا مزيد﴾ قلت : مزيد كل واحد على قدر همته وشهوته. والله تعالى أعلم.
الإشارة : يوم يقول لجهنم : هل امتلأت ؟ وتقول : هل من مزيد، كذلك النفس، نار
١٩٣
شهوّاتها مشتعلة كلما أعطيتها شيئاً من حظوظها طلب المزيد، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب، وفي الحديث :" اثنان لا يشبعان : طالب الدنيا وطالب علم، طالب الدنيا يزداد من الله بُعداً، وطالب العلم يزداد من الله رضاً وقُرباً " أو كما قال صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon