مذاهبُ الناسِ على اختلاف
ومذهبُ القوم على ائتلاف
وقال الشاعر :
عباراتهم شتى وحُسْنُك واحدٌ
وكُلٌّ إلى ذاك الجمال يُشير
يُؤفك عن هذا الاختلاف مَن صُرف في سابق العناية، أو مَن صُرف من عالم الأشباح إلى عالم الأرواح. قُتل الخراصُون ؛ المعتمدون على ظنهم وحدسهم، فعلومهم جُلها مظنونة، وإيمانهم غيبي، وتوحيدهم دليلي من وراء الحجاب، لا يَسلم من طوارق الاضطراب، الذين هم في غمرة ؛ أي : في غفلة وجهل وضلالة - ساهون عما أُمروا به من جهاد النفوس، والسيرإلى حضرة القدوس، أو ساهون غائبون عن مراتب الرجال، لا يعرفون أين ساروا، وفي أيّ بحار سَبَحوا وغاصوا، كما قال شاعرهم :
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٠٠
تركنا البحورَ الزاخراتِ وراءنا
فمن أين يدري الناسُ أين توجهنا ؟
﴿يسألون أيّان يومُ الدين﴾ ؛ لطول أملهم، أو يسألون أيَّان يوم الجزاء على المجاهدة. قال تعالى : هو ﴿يوم هم﴾ أي : أهل الغفلة - على نار القطيعة أو الشهوة يُفتنون بالدنيا وأهوالها، والعارفون منزَّهون في جنات المعارف. ويقال للغافلين : ذُوقوا وبال فتنتكم، وهو الحجاب وسوء الحساب، هذا الذي كنتم به تستعجلون، بإنكاركم على أهل الدعوة الربانيين، فتستعجلون الفتح من غير مفتاح، تطلبون مقام المشاهدة من غير مجاهدة، وهو محال في عالم الحكمة. وبالله التوفيق.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٠٠
٢٠٢


الصفحة التالية
Icon