الإشارة : الإشارة بإبراهيم إلى القلب، وأضيافه : تجليات الحق، فنقول حينئذ : هل بلغك حديث إبراهيم القلب، حين يدخل عليه أنوار التجليات، مُسلِّمة عليه، فيُنكرها أول مرة، حيث لم يألف إلا رؤية حس الكائنات، فرغ إلى أهله : عوالمه، فجاء بعِجْل سمينٍ : النفس أو السِّوى، فقربّه إليهم، بذلاً لها في مرضاة الله، فقال : ألا تأكلون منها، لتذهب عني شوكتها ؛ إذ لا تثبت أنوار الشهود إلا بعد محق النفس وموتها، فأوجس منهم خيفة ؛ لان صدمات التجلي تدهش الألباب، إلا مَن ثبته الله، قالوا : لا تخف، أي : لا تكن خوَّافاً، إذ لا ينال هذا السر إلا الشجعان، كما قال الجيلاني :
وإِيَّاكَ حَزْماً لا يَهُولُكَ أَمْرُها
فَمَا نَالَهَا إلا الشُّجَاعُ المُقَارعُ


الصفحة التالية
Icon