﴿والأرضَ فرشناها﴾ بسطناها ومهّدناها ؛ لتستقروا عليها، ﴿فنِعْمَ الماهدون﴾ نحن. ﴿ومن كلِّ شيءٍ خلقنا زوجين﴾ نوعين ؛ ذكر وأنثى، وقيل : متقابلين، السماء والأرض والليل والنهار، والشمس والقمر، والبر والبحر، الموت والحياة. قال الحسن : كل شيء زوج، والله فرد لا مِثل له. ﴿لعلكم تذكَّرون﴾ أي : جعلنا ذلك كله، من بناء السماء، وفرش الأرض، وخلق الأزواج، لتذكَّروا، وتعرفوا أنه خالق الكل ورازقهم، وأنه المستحق للعبادة، وأنه قادر على إعادة الجميع، وتعملوا بمقتضاه. وبالله التوفيق.
الإشارة : وفي موسى القلب إذ أرسلناه إلى فرعون النفس، بسلطانٍ، أي : بتسلُّط وحجة ظاهرة، لتتأدب وتتهذب، فتولى فرعون النفس برُكنه، وقوة هواه، وقال لموسى
٢١٣
القلب : ساحر أو مجنون، حيث يأمرني بالخضوع والذل، الذي يفرّ منه كلُّ عاقل، طبعاً، فأخذناه وجنوده من الهوى والجهل والغفلة، فنبذناهم في اليمِّ في بحر الوحدة، فلما غرقت في بحر العظمة، ذابت وتلاشت، ولم يبقَ لها ولا لجنودها أثر، وهو - أي : فرعون النفس - مُليم : فَعل ما يُلام عليه من الميل إلى ما سوى الله قبل إلقائه في اليم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢١٢


الصفحة التالية
Icon