﴿أَفَسِحْرٌ هذا﴾ توبيخ وتقريع لهم، حيث كانوا يُسمون الوحي الناطق بذلك العذاب سحراً، كأنه قيل : كنتم تقولون للقرآن الناطق بهذا سحراً، أفهذا أيضاً سحر ؟ وتقديم الخبر لأنه محط الإنكار ومدار التوبيخ. ﴿أم أنتم لا تُبصرون﴾ أم أنتم عُميٌ عن المخبر عنه، كما كنتم عُمياً عن الخبر ؟ وهذا تقريع وتهكُّم، ﴿اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا﴾ أي : ادخلوها وقاسوا شدائدها فافعلوا ما شئتم من الصبر وعدمه، ﴿سواءٌ عليكم﴾ الأمران : الصبر وعدمه، فـ " سواء " : مبتدأ حُذف خبره. وعلل استواء الصبر وعدمه بقوله :﴿إِنما تُجْزون ما كنتم تعملون﴾ من الكفر والمعاصي، فالصبر إنما يكون له مزية على الجزع لنفعه في العاقبة ؛ بأن يُجازى عليه الصابر جزاءَ الخير، وأما الصبر على العذاب، الذي هو الجزاء، ولا عاقبة له ولا منفعة، فلا مزيّة له على الجزع. نعوذ بالله من موارد الهوان.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٢٠