جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٢٠
يقول الحق جلّ جلاله :﴿إِنَّ المتقين﴾ الشرك والمعاصي ﴿في جناتٍ﴾ عظيمة ﴿ونعيمٍ﴾ أيّ نعيم، فالتنكير للتفخيم، أو : للتنوع، أي : جناتٍ مخصوصة بهم، ونعيمٍ مخصوص، ﴿فاكهين﴾ ناعمين متلذذين ﴿بما آتاهم ربُّهم﴾ بما أتحفهم، ﴿ووقاهم رَبُّهم عذابَ الجحيم﴾ عطف على " آتاهم " على أن " ما " مصدرية، أي : فاكهين بإتياهنم وبوقايتهم، أو : على " في جنات النعيم " أي : استقروا في جنات ووقاهم، أو : حال، إما من المستكن في الخبر، أو : من فاعل " آتى "، أو : مفعوله بإضمار " قد ". وإظهار الرب في موضع الإضمار مضافاً إلى ضمير ﴿هم﴾ لتشريفهم، ويُقال لهم :﴿كُلوا واشربوا﴾ ما شئتم ﴿هنيئاً﴾ أي : أكلاً وشرباً هنيئاً، أو : طعاماً وشراباً هنيئاً، لا تنغيص فيه بخوف انقطاعه أو فواته، ﴿بما كنتم﴾ أي : عوض ما كنتم ﴿تعملون﴾ في الدنيا من الخير، أو جزاءه.
﴿متكئين على سُررٍ مصفوفةٍ﴾ مصطفة، وهو حال من الضمير في ﴿كلوا واشربوا﴾، ﴿وزوَّجناهم﴾ أي : قرنّاهم ﴿بحُورٍ﴾ جمع حوراء ﴿عينٍ﴾ : جمع عيناء، أي : عظام الأعين حِسانها. وفي الكشّاف : وإنما دخلت الباء في ﴿بِحُورٍ﴾ لتضمن معنى زوجناهم قرناهم. هـ. وقال الهروي :﴿زوَّجناهم﴾ أي : قرناهم، والأزواج : الأشكال والقرناء، وليس في الجنة تزويج. هـ. والمنفي : تحمل مؤنة التزويج والمعاقدة، وإنما يقع التمليك والإقران.


الصفحة التالية
Icon