﴿أم عندهم خزائنُ ربك﴾ من النبوة والرزق وغيرهما، فيخصُّوا بما شاؤوا مَن شاؤوا، ﴿أم هم المصَيْطِرون﴾ أي : الأرباب الغالبون، المُسلَّطون على الأمور يدبرونها كيف شاؤوا، حتى يُدبروا أمر الربوبية، ويبنوا الأمور على إرادتهم ومشيئتهم. وقرأ المكي والشامي بالسين على الأصل.
﴿أم لهم سُلَّمٌ﴾ منصوب يرتقون به إلى السماء، ﴿يستمعون فيه﴾ كلامَ الملائكة، وما يُوحى إليهم من علم الغيب، حتى يعلموا أن ما هم عليه حق، وما عليه غيرهم باطل، أو ما هو كائن من الأمور التي يتفوّهون بها رجماً بالغيب، ويعلّقون بها أطماعهم الفارغة من هلاكه ﷺ قبلهم، وانفرادهم بالرئاسة. و " في " : سببية، أي : يستمعون بسبب حصولهم فيه، أو : ضمّن " يستمعون " يعرجون. وقال الزجاج :﴿يستمعون فيه﴾ أي : عليه، ﴿فليأت مُستمعهم بسلطانٍ مبين﴾ بحجة واضحة، تصدق استماع مستمعهم.
ثم سفَّه أحلامهم بقوله :﴿أم له البناتُ ولكم البنونَ﴾ حيث اختاروا لله ما يكروهون وهم حكماء في زعمهم، ﴿أم تسألُهم أجراً﴾ على التبليغ والإنذار ﴿فهم﴾ لأجل ذلك ﴿من مَغْرَم مُثقلون﴾ أي : من التزام غرامة فادحة محمّلون الثقل، فلذلك لا يتبعونك.
٢٢٧
والمغرم : أن يُلزم الإنسان ما ليس عليه. ﴿أم عندهم الغيبُ﴾ أي : اللوح المحفوظ، المكتوب فيه الغيوب، ﴿فهم يكتبون﴾ ما فيه، حتى يتكلمون في ذلك بنفي أو إثبات.


الصفحة التالية
Icon